تعد أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن حالة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وهي تتميز بالتهاب وتورم في الأنسجة المبطنة للجيوب الأنفية يستمر لأكثر من اثني عشر أسبوعاً، على الرغم من تلقي العلاج. يمكن أن تكون هذه الحالة منهكة حقاً، فهي لا تؤثر على الجهاز التنفسي العلوي فحسب، بل يمكن أن تمتد آثارها لتشمل جوانب متعددة من الحياة اليومية. يتطلب فهم هذه الحالة إدراكاً عميقاً لأعراضها المتنوعة، والتي قد تتداخل أحياناً مع حالات صحية أخرى، مما يجعل التشخيص الدقيق أمراً بالغ الأهمية.
يُعرف التهاب الجيوب الأنفية المزمن طبياً باسم التهاب الأنف والجيوب الأنفية المزمن، وهو يختلف عن التهاب الجيوب الأنفية الحاد في مدة الأعراض واستمراريتها. بينما قد تزول أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد في غضون أسابيع قليلة، فإن الشكل المزمن يستمر لفترات أطول، مما يتطلب غالباً خطة علاجية شاملة وطويلة الأمد. يمكن أن يؤثر هذا الالتهاب المستمر على نوعية الحياة بشكل كبير، مسبباً إزعاجاً مستمراً وتحديات في الأنشطة اليومية.
فهم التهاب الجيوب الأنفية المزمن
الجيوب الأنفية هي تجاويف مملوءة بالهواء تقع داخل عظام الرأس حول الأنف والعينين، وترتبط بالتجويف الأنفي. وظيفتها الأساسية تتمثل في ترشيح وترطيب الهواء الذي نتنفسه، بالإضافة إلى تخفيف وزن الجمجمة وإنتاج المخاط الذي يساعد على حبس الجزيئات الغريبة وطردها. عندما تلتهب هذه التجاويف وتتورم، فإنها تمنع تصريف المخاط بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تراكمه وتوفير بيئة خصبة لنمو البكتيريا أو الفطريات.
ما هو التهاب الجيوب الأنفية المزمن؟
يعرف التهاب الجيوب الأنفية المزمن بأنه التهاب طويل الأمد في الجيوب الأنفية، يستمر لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر. يمكن أن يكون هذا الالتهاب ناتجاً عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك العدوى، أو الحساسية، أو المشاكل التشريحية، أو حتى بعض الحالات الطبية الأساسية. يؤدي التورم المستمر إلى انسداد فتحات الجيوب الأنفية، مما يعيق التصريف الطبيعي للمخاط ويزيد من الضغط داخل التجاويف.
مقارنة بين التهاب الجيوب الحاد والمزمن | أعراض التهاب الجيوب الأنفية
يجب التمييز بين التهاب الجيوب الأنفية الحاد والمزمن. يتميز التهاب الجيوب الأنفية الحاد بظهور مفاجئ للأعراض، وعادة ما يستمر أقل من أربعة أسابيع. تشمل أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد ألماً في الوجه، واحتقاناً بالأنف، وإفرازات سميكة من الأنف، بالإضافة إلى الحمى والتعب. غالباً ما يكون سببه عدوى فيروسية أو بكتيرية، وعادة ما يتحسن مع العلاج المناسب.
في المقابل، تستمر أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن لفترة أطول بكثير، وتكون أقل حدة في بعض الأحيان ولكنها أكثر إرهاقاً بسبب استمراريتها. قد لا تكون الحمى من الأعراض الشائعة في الحالة المزمنة، ولكن الألم والضغط المستمرين والتعب قد يكونان أكثر بروزاً. فهم هذا الفارق أمر حيوي لتحديد خطة العلاج الأنسب.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن الرئيسية
تتنوع أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن وقد تختلف في شدتها من شخص لآخر. يتطلب التعرف على هذه الأعراض اليقظة والانتباه لأي تغيرات مستمرة في صحة الجهاز التنفسي. عادة ما تتضمن هذه الأعراض مزيجاً من المشاكل الأنفية والوجهية والتنفسية.
الألم والضغط في الوجه
يُعد الألم والضغط في الوجه من أبرز أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن. يمكن أن يشعر المصاب بضغط حول العينين، أو في الجبهة، أو على جانبي الأنف، أو حتى في الأسنان العلوية. غالباً ما يزداد هذا الألم سوءاً عند الانحناء إلى الأمام أو عند الاستلقاء. قد يكون الألم نابضاً أو مستمراً، مما يسبب إزعاجاً كبيراً.
انسداد الأنف والإفرازات
يُعد انسداد الأنف أو الاحتقان المزمن أحد الأعراض الشائعة، مما يجعل التنفس عبر الأنف صعباً. غالباً ما يترافق ذلك مع إفرازات سميكة من الأنف، قد تكون شفافة، أو صفراء، أو خضراء. يمكن أن تكون هذه الإفرازات خلفية، أي تتدفق إلى الحلق، مما يسبب سعالاً مزمناً والتهاباً في الحلق.
ضعف حاسة الشم والتذوق
يؤثر التهاب الجيوب الأنفية المزمن بشكل كبير على حاسة الشم (anosmia) وقد يؤدي إلى فقدانها جزئياً أو كلياً. كما يمكن أن يتأثر التذوق (ageusia) أيضاً، حيث ترتبط هاتان الحاستان ارتباطاً وثيقاً. هذا الفقدان يؤثر على الاستمتاع بالطعام والروائح اليومية، مما يقلل من جودة الحياة.
السعال والتهاب الحلق
غالباً ما يترافق التهاب الجيوب الأنفية المزمن مع سعال مزمن، خاصة في الليل أو عند الاستلقاء، وذلك بسبب تدفق المخاط من الأنف إلى الحلق (التنقيط الأنفي الخلفي). يمكن أن يؤدي هذا التنقيط أيضاً إلى التهاب الحلق المستمر والشعور بالحكة. قد تتفاقم هذه الأعراض في الصباح الباكر.
أسباب الجيوب الأنفية المزمنة
فهم أسباب الجيوب الأنفية المزمنة أمر بالغ الأهمية لتحديد العلاج المناسب والوقاية من تكرار الحالة. غالباً ما تكون هذه الحالة نتيجة لتفاعل معقد بين عدة عوامل، بدلاً من سبب واحد. يمكن أن تشمل هذه الأسباب عوامل تشريحية، وحساسية، وعدوى متكررة، وغيرها.
العوامل التشريحية
يمكن أن تساهم بعض المشاكل التشريحية في الأنف والجيوب الأنفية في تطور التهاب الجيوب الأنفية المزمن. على سبيل المثال، انحراف الحاجز الأنفي، وهو الجدار الذي يفصل بين فتحتي الأنف، يمكن أن يعيق تدفق الهواء وتصريف المخاط. كذلك، يمكن أن تؤدي الزوائد اللحمية الأنفية (اللحميات)، وهي نمو غير سرطاني للأنسجة، إلى انسداد الممرات الأنفية والجيوب الأنفية.
الحساسية والربو
تُعد الحساسية، مثل حمى القش أو الحساسية تجاه الغبار والعفن، من أسباب الجيوب الأنفية الشائعة. عندما يتعرض الشخص لمسببات الحساسية، يمكن أن يتفاعل الجهاز المناعي مسبباً التهاباً في الممرات الأنفية والجيوب الأنفية. غالباً ما يكون الأشخاص المصابون بالربو أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن أيضاً، حيث يمكن أن تتفاقم الحالتان معاً.
العدوى المتكررة
يمكن أن تؤدي العدوى المتكررة، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، إلى التهاب مزمن في الجيوب الأنفية. في بعض الأحيان، قد لا يتم علاج العدوى الحادة بشكل كامل، مما يؤدي إلى استمرار الالتهاب وتطوره إلى حالة مزمنة. يمكن أن تصبح الجيوب بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات في حالة الانسداد.
ضعف الجهاز المناعي
يمكن للأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، سواء بسبب حالات طبية معينة مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، أو بسبب استخدام بعض الأدوية، أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن. يكون الجسم في هذه الحالات أقل قدرة على مقاومة العدوى والالتهابات.
عوامل بيئية ونمط الحياة
تساهم بعض العوامل البيئية ونمط الحياة أيضاً في أسباب الجيوب الأنفية. التعرض المستمر للمهيجات مثل دخان السجائر (التدخين السلبي أو الإيجابي)، وتلوث الهواء، والمواد الكيميائية، يمكن أن يؤدي إلى تهيج والتهاب في بطانة الجيوب الأنفية. كما أن بعض المهن التي تتضمن التعرض للمواد الكيميائية أو الغبار قد تزيد من خطر الإصابة.
تأثير الجيوب الأنفية على أجزاء الجسم المختلفة
لا تقتصر أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن على منطقة الأنف والوجه فحسب، بل يمكن أن تمتد لتؤثر على أجزاء أخرى من الجسم، مما يسبب مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. من الضروري فهم هذه التأثيرات الشاملة للحالة.
أعراض الجيوب الأنفية على العيون
يمكن أن تظهر أعراض الجيوب الأنفية على العيون بعدة طرق. نظراً لقرب الجيوب الأنفية من تجاويف العين، يمكن أن يسبب الالتهاب والضغط تورماً حول العينين، خاصة في الصباح. قد يشعر المصاب بألم خلف العينين أو حولهما. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تنتشر العدوى من الجيوب الأنفية إلى تجويف العين، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الهلل المداري الذي يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
أعراض الجيوب الأنفية على الأذن
تُعد أعراض الجيوب الأنفية على الأذن شائعة أيضاً، خاصة الشعور بالامتلاء أو الضغط في الأذن، أو حتى ضعف السمع المؤقت. يرجع ذلك إلى ارتباط الجيوب الأنفية بالأذن الوسطى عبر قناة استاكيوس. عندما تتورم الممرات الأنفية، يمكن أن تنسد قناة استاكيوس، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الوسطى والشعور بالضغط أو الألم.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية وضيق التنفس
يمكن أن تتضمن أعراض التهاب الجيوب الأنفية وضيق التنفس شعوراً بالاختناق أو صعوبة في التنفس، خاصة أثناء النوم. يؤدي انسداد الأنف المزمن إلى التنفس عن طريق الفم، مما قد يسبب جفافاً في الحلق وصعوبة في النوم. في بعض الحالات، يمكن أن يتفاقم التهاب الجيوب الأنفية المزمن لدى مرضى الربو، مما يؤدي إلى نوبات ربو أكثر شدة أو صعوبة في التحكم بالمرض، وبالتالي الشعور بضيق التنفس بشكل أكبر.
تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ
يُعد تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ من المضاعفات النادرة ولكنها خطيرة. في الحالات الشديدة جداً وغير المعالجة، يمكن أن تنتشر العدوى من الجيوب الأنفية إلى الدماغ، مسببة مضاعفات مثل التهاب السحايا أو خراج الدماغ. تشمل أعراض هذه المضاعفات صداعاً شديداً، وحمى، وتيبس الرقبة، وتغيرات في الوعي. من الضروري طلب العناية الطبية الفورية في حال الاشتباه بهذه المضاعفات.
تشخيص التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يعتمد تشخيص التهاب الجيوب الأنفية المزمن على تقييم شامل للأعراض، والتاريخ المرضي، بالإضافة إلى الفحوصات الطبية المتقدمة. يهدف التشخيص إلى تأكيد وجود الالتهاب وتحديد أسبابه الكامنة.
الفحص السريري والتاريخ المرضي
يبدأ التشخيص بفحص سريري دقيق للأنف والحلق والأذنين. سيقوم الطبيب بسؤال المريض عن أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن التي يعاني منها، ومدة هذه الأعراض، وشدتها، وأي عوامل قد تؤدي إلى تفاقمها. كما سيتم الاستفسار عن التاريخ المرضي للمريض، بما في ذلك أي حالات حساسية، أو ربو، أو عدوى سابقة.
التصوير الطبي
تُعد صور الأشعة المقطعية (CT scan) من الأدوات التشخيصية الرئيسية لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن. توفر هذه الصور تفاصيل دقيقة عن حالة الجيوب الأنفية، وتكشف عن وجود أي تورم، أو انسداد، أو زوائد لحمية، أو تراكم للسوائل. يمكن أن تساعد الأشعة المقطعية أيضاً في تحديد أي تشوهات تشريحية قد تساهم في المشكلة.
التنظير الأنفي
يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا صغيرة (منظار داخلي) عبر فتحة الأنف لفحص الممرات الأنفية والجيوب الأنفية مباشرة. يسمح التنظير الأنفي للطبيب برؤية أي التهاب، أو تورم، أو زوائد لحمية، أو إفرازات غير طبيعية. يمكن أيضاً أخذ عينات من الأنسجة أو المخاط أثناء التنظير لإجراء مزيد من التحاليل المخبرية.
اختبارات الحساسية
إذا اشتبه الطبيب بأن الحساسية هي أحد أسباب الجيوب الأنفية، فقد يطلب إجراء اختبارات الحساسية. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات اختبار وخز الجلد، حيث يتم تعريض الجلد لكميات صغيرة من مسببات الحساسية الشائعة لمراقبة رد الفعل. تساعد هذه الاختبارات في تحديد مسببات الحساسية المحددة التي قد تساهم في التهاب الجيوب الأنفية.
انظر الاختناق أثناء النوم Sleep Apnea | هل يمكن أن يسبب الموت ؟
علاج الجيوب الأنفية المزمنة
يهدف علاج الجيوب الأنفية المزمنة إلى تقليل الالتهاب، وتخفيف أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ومنع تكرار الحالة. غالباً ما يتطلب العلاج نهجاً متعدد الأوجه يجمع بين الأدوية، والعلاجات المنزلية، وفي بعض الحالات، التدخل الجراحي.
العلاجات الدوائية
تُعد الأدوية جزءاً أساسياً من خطة علاج الجيوب الأنفية المزمنة. يصف الأطباء عادة بخاخات الستيرويد الأنفية لتقليل الالتهاب والتورم في الممرات الأنفية. يمكن أيضاً استخدام مضادات الهيستامين إذا كانت الحساسية هي السبب الكامن. في حالات العدوى البكتيرية، قد توصف المضادات الحيوية، ولكن يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي.
أفضل مضاد لعلاج التهاب الجيوب الأنفية
يعتمد اختيار أفضل مضاد لعلاج التهاب الجيوب الأنفية على نوع العدوى (بكتيرية، فطرية) وشدتها. بالنسبة للعدوى البكتيرية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية واسعة الطيف مثل الأموكسيسيلين/كلافولانات أو أزيثروميسين. في بعض الحالات، وخاصة إذا كانت العدوى فطرية، قد تكون هناك حاجة إلى مضادات الفطريات. من المهم جداً استكمال دورة المضاد الحيوي بالكامل حتى لو تحسنت الأعراض لمنع مقاومة البكتيريا.
علاج التهاب الجيوب الأنفية في المنزل
يمكن أن تلعب بعض العلاجات المنزلية دوراً داعماً في تخفيف أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن وتحسين التصريف. ينصح باستخدام بخاخات المحلول الملحي أو غسل الأنف بالماء المالح لتنظيف الممرات الأنفية وإزالة المخاط. كما يساعد استنشاق البخار من وعاء ماء ساخن أو أثناء الاستحمام في ترطيب الممرات الأنفية وتخفيف الاحتقان.
يُعد الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كميات كافية من الماء أمراً مهماً أيضاً لتخفيف المخاط. يمكن أيضاً استخدام الكمادات الدافئة على الوجه لتخفيف الألم والضغط. هذه الإجراءات المنزلية لا تحل محل العلاج الطبي، ولكنها تكملها بشكل فعال.
الإجراءات الجراحية
في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو العلاجات المنزلية، قد يلجأ الأطباء إلى الإجراءات الجراحية. تُعد جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار الوظيفي (FESS) هي الإجراء الأكثر شيوعاً. تهدف هذه الجراحة إلى توسيع فتحات الجيوب الأنفية وتحسين تصريف المخاط، وإزالة أي زوائد لحمية أو أنسجة ملتهبة. يمكن أن تحدث هذه الجراحة فرقاً كبيراً في نوعية حياة المريض.
العلاجات التكميلية
قد يلجأ بعض الأشخاص إلى العلاجات التكميلية، مثل الوخز بالإبر أو الأعشاب، لتخفيف أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن. ومع ذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل تجربة أي علاجات تكميلية، لضمان سلامتها وفعاليتها، ولتجنب أي تداخلات مع الأدوية الموصوفة. يجب أن تكون هذه العلاجات جزءاً من خطة علاجية شاملة تحت إشراف طبي.
الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية المزمن
تُعد الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية المزمن أمراً مهماً لتقليل تكرار الحالة وتحسين نوعية الحياة. يمكن أن تساعد مجموعة من الإجراءات الوقائية في حماية الجيوب الأنفية وتقليل خطر الالتهاب.
الحساسية
إذا كانت الحساسية هي أحد أسباب الجيوب الأنفية، فإن إدارة الحساسية بشكل فعال أمر حيوي. يتضمن ذلك تجنب مسببات الحساسية قدر الإمكان، واستخدام الأدوية المضادة للحساسية بانتظام، وقد يشمل أيضاً العلاج المناعي (حقن الحساسية) في بعض الحالات. التحكم في الحساسية يقلل من التهاب الممرات الأنفية، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن.
تجنب المهيجات
يجب تجنب التعرض للمهيجات البيئية التي يمكن أن تثير التهاب الجيوب الأنفية. يشمل ذلك دخان السجائر، وتلوث الهواء، والمواد الكيميائية القوية، والعطور النفاذة. ينصح باستخدام أجهزة تنقية الهواء في المنزل إذا كان هناك تعرض لمسببات الحساسية أو الملوثات.
النظافة الشخصية
يساعد الحفاظ على نظافة اليدين وتجنب لمس الوجه في تقليل انتشار العدوى التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية. كما أن غسل الأنف بالماء المالح بانتظام يمكن أن يساعد في إزالة المهيجات والمخاط الزائد من الممرات الأنفية، مما يقلل من خطر الانسداد والالتهاب.
تعزيز المناعة
يساهم تعزيز الجهاز المناعي في حماية الجسم من العدوى. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم. كما ينصح بتلقي لقاحات الإنفلونزا وغيرها من اللقاحات الموصى بها لتقليل خطر الإصابة بالعدوى التنفسية.
هل الجيوب الأنفية تسبب الوفاة؟
يُعد السؤال “هل الجيوب الأنفية تسبب الوفاة؟” من المخاوف الشائعة، ولكن الإجابة المباشرة هي أن التهاب الجيوب الأنفية المزمن بحد ذاته نادراً ما يكون مميتاً. ومع ذلك، في حالات نادرة جداً وغير معالجة، يمكن أن يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى مضاعفات خطيرة قد تكون مهددة للحياة.
تحدث هذه المضاعفات عندما تنتشر العدوى من الجيوب الأنفية إلى المناطق المجاورة، مثل العينين أو الدماغ. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي العدوى إلى التهاب الهلل المداري، وهو التهاب في الأنسجة المحيطة بالعين، أو إلى خراج الدماغ، أو التهاب السحايا. هذه الحالات تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً ومكثفاً. من المهم التأكيد على أن هذه المضاعفات نادرة الحدوث، خاصة مع توفر التشخيص والعلاج المناسبين. لذلك، فإن الالتزام بخطة علاج الجيوب الأنفية الموصوفة من قبل الطبيب أمر حيوي لتجنب هذه المخاطر.
انظر الإسعافات الأولية لنزيف الأنف عند الأطفال | ٧ خطوات بسيطة لوقف الرعاف
الخاتمة
يُعد التهاب الجيوب الأنفية المزمن حالة مزمنة تتطلب فهماً شاملاً لأعراضها وأسبابها وخيارات علاجها. يمكن أن تكون أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن منهكة حقاً، فهي تؤثر على جودة الحياة اليومية من خلال الألم، والضغط، وصعوبة التنفس، وتأثر حاستي الشم والتذوق. من الضروري عدم التهاون مع هذه الأعراض والبحث عن التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
يساهم التعرف على أسباب الجيوب الأنفية المتنوعة في تحديد النهج العلاجي الأنسب، سواء كان ذلك من خلال الأدوية، أو علاج التهاب الجيوب الأنفية في المنزل، أو حتى التدخل الجراحي. كما أن فهم تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ والعين والأذن يساعد على اليقظة تجاه أي مضاعفات نادرة ولكنها خطيرة. من خلال الالتزام بالوقاية والعلاج، يمكن للمصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن تحسين نوعية حياتهم بشكل كبير والتعايش مع هذه الحالة بفعالية.
الأسئلة الشائعة
1. هل التهاب الجيوب الأنفية يسبب الدوخة؟
نعم، يمكن أن يسبب التهاب الجيوب الأنفية المزمن الشعور بالدوخة أو الدوار، وذلك بسبب الضغط المتزايد في الجيوب الأنفية وتأثيره على الأذن الداخلية التي تتحكم في التوازن.
2. ما هي الأطعمة التي تزيد من التهاب الجيوب الأنفية؟
لا توجد أطعمة محددة تزيد من التهاب الجيوب الأنفية بشكل مباشر لدى الجميع، ولكن بعض الأشخاص قد يجدون أن منتجات الألبان، أو الأطعمة الغنية بالهيستامين، أو الأطعمة المسببة للحساسية لديهم، يمكن أن تزيد من إنتاج المخاط أو تفاقم الأعراض.
3. كم يستغرق علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن؟
علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن هو عملية طويلة الأمد؛ قد تستغرق أسابيع أو أشهر للتحكم في الأعراض، وقد يتطلب الأمر علاجاً مستمراً أو متقطعاً لمنع تكرارها، وبعض الحالات قد تحتاج إلى تدخل جراحي.
4. هل يمكن أن يتحول التهاب الجيوب الأنفية الحاد إلى مزمن؟
نعم، يمكن أن يتحول التهاب الجيوب الأنفية الحاد إلى مزمن إذا لم يتم علاجه بشكل فعال، أو إذا كانت هناك عوامل كامنة مثل الحساسية أو مشاكل تشريحية تساهم في استمرار الالتهاب.
المصادر:
1. Mayo Clinic: https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/chronic-sinusitis/symptoms-causes/syc-20351661
2. American Academy of Otolaryngology—Head and Neck Surgery: https://www.enthealth.org/conditions/chronic-rhinosinusitis/
3. National Institute of Allergy and Infectious Diseases (NIAID): https://www.niaid.nih.gov/diseases-conditions/sinusitis
4. Cleveland Clinic: https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15632-chronic-sinusitis