سرطان الغدة الدرقية الحليمي | ٩ حقائق عن أشيع سرطان غدة درقية | طبيبك

سرطان الغدة الدرقية الحليمي | ٩ حقائق عن أشيع سرطان غدة درقية | طبيبك

الغدة الدرقية، هذا العضو الصغير الذي يشبه الفراشة في قاعدة عنقك، يلعب دوراً بالغ الأهمية في تنظيم العديد من وظائف الجسم الحيوية من خلال إفراز الهرمونات.  لكن، مثل أي جزء آخر من الجسم، يمكن أن تصاب الغدة الدرقية بالسرطان، وأكثر أنواعه شيوعاً هو سرطان الغدة الدرقية الحليمي.

دعونا نتعمق في هذا الموضوع لنفهم ماذا يعني السرطان الحليمي؟ وما هي أنواعه ومراحله، وهل هو خطير حقاً، وكيف يتم علاجه، لنزيل الغموض ونقدم لك معلومات موثوقة وشاملة.

ما هو سرطان الغدة الدرقية الحليمي؟

ماذا يعني السرطان الحليمي؟ ببساطة، هو نوع من السرطان يبدأ في الخلايا الحليمية للغدة الدرقية.  تخيل أن الغدة الدرقية تتكون من أنواع مختلفة من الخلايا، والخلايا الحليمية هي إحدى هذه الأنواع، وهي مسؤولة عن إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.

عندما تتحول هذه الخلايا إلى

خلايا سرطانية، وتنمو بشكل غير طبيعي، فإننا نتحدث عن سرطان الغدة الدرقية الحليمي.  يُعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعاً بين أنواع سرطانات الغدة الدرقية، حيث يشكل حوالي ٨٠٪ من الحالات.

أنواع سرطان الغدة الدرقية الحليمي

هناك بعض الأنواع الفرعية أو الأشكال المختلفة، والتي يتم تصنيفها بناءً على شكل الخلايا السرطانية تحت المجهر، وكيف تبدو الأنسجة السرطانية.  تشمل هذه الأنواع:

•   النوع الكلاسيكي (Classic Papillary Thyroid Carcinoma): 

وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويتميز بنمطه الحليمي النموذجي.

•   النوع الجريبي (Follicular Variant Papillary Thyroid Carcinoma): 

يجمع بين خصائص السرطان الحليمي والجريبي، وقد يكون التشخيص أكثر تعقيداً بعض الشيء.

•   النوع طويل الخلايا (Tall Cell Variant Papillary Thyroid Carcinoma): 

يعتبر أكثر عدوانية من الأنواع الأخرى، وقد ينتشر بسرعة أكبر.

•   النوع العمودي (Columnar Cell Variant Papillary Thyroid Carcinoma):

نوع نادر، ولكنه أيضاً يعتبر أكثر عدوانية.

من المهم معرفة أن نوع السرطان الحليمي قد يؤثر على خطة العلاج والمتابعة، ولكن بشكل عام، فإن التوقعات بالنسبة لمعظم أنواعه جيدة جداً.

مراحل سرطان الغدة الدرقية الحليمي

فهم مراحل السرطان الحليمي أمر بالغ الأهمية لتحديد مدى انتشار السرطان، وبالتالي تحديد العلاج الأنسب.

يستخدم نظام يعرف باسم نظام TNM لتصنيف مراحل السرطان، حيث:

•   T (Tumor): 

يصف حجم الورم الرئيسي وموقعه.

•   N (Nodes): 

يشير إلى ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة.

•   M (Metastasis): 

يحدد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم (مثل الرئتين أو العظام).

بناءً على تصنيف TNM، يتم تحديد المرحلة العامة للسرطان، والتي تتراوح عادة من المرحلة الأولى (المبكرة) إلى المرحلة الرابعة (المتقدمة).

غالباً ما تكون المراحل المبكرة قابلة للعلاج بشكل كبير، وكلما تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، كانت فرص الشفاء أفضل.

هل سرطان الغدة الدرقية الحليمي خطير؟ وهل هو خبيث؟

نعم، سرطان الغدة الدرقية الحليمي هو سرطان خبيث، بمعنى أنه ورم سرطاني يمكن أن ينمو وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا لم يتم علاجه.  ومع ذلك، من المهم التأكيد على أنه يعتبر بشكل عام من أقل أنواع السرطان خطورة، ولديه معدلات شفاء عالية جداً، خاصة عند اكتشافه وعلاجه في المراحل المبكرة.

على الرغم من كونه سرطان خبيث، إلا أن تطوره عادة ما يكون بطيئاً، ونادراً ما ينتشر بسرعة إلى أعضاء بعيدة.  لذا، بينما يجب التعامل معه بجدية، إلا أن هناك الكثير من الأسباب تدعو للتفاؤل.

كم حجم الورم الخبيث في الغدة الدرقية؟

قد تتساءل عن حجم الورم الخبيث في الغدة الدرقية الذي يعتبر مقلقاً.  في الواقع، لا يوجد حجم محدد للورم الخبيث في الغدة الدرقية يعتبر “خطيراً” بحد ذاته.  الأهم هو طبيعة الورم نفسه، ونوعه، وما إذا كان قد انتشر أم لا، بالإضافة إلى مرحلة السرطان بشكل عام. ومع ذلك، يلعب حجم الورم دوراً في تحديد مرحلة السرطان وخطة العلاج.

الأورام الصغيرة جداً قد لا تحتاج سوى إلى استئصال جراحي بسيط، بينما الأورام الأكبر حجماً أو التي انتشرت قد تتطلب علاجات إضافية.  من المهم مناقشة حجم الورم وأي مخاوف لديك مع طبيبك المختص لتقييم حالتك بشكل فردي.

كيف يعالج سرطان الغدة الدرقية الحليمي؟

الخبر السار هو أن سرطان الغدة الدرقية الحليمي له خيارات علاجية فعالة للغاية.  يعتمد العلاج بشكل أساسي على مرحلة السرطان، وحجم الورم، وعمر المريض، وصحته العامة.  تشمل العلاجات الرئيسية:

•   الاستئصال الجراحي (Thyroidectomy):

وهو العلاج الأساسي، ويتضمن إزالة الغدة الدرقية بالكامل أو جزء منها، اعتماداً على حجم الورم وانتشاره.  في بعض الحالات، قد يتم أيضاً استئصال الغدد الليمفاوية المحيطة إذا كانت مصابة.

انظر مدة الراحة بعد العملية الجراحية Recovery Time | ٧ نصائح لتسريع الشفاء

•   اليود المشع (Radioactive Iodine – RAI): 

يستخدم اليود المشع بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية درقية متبقية في الجسم.تعتمد خلايا الغدة الدرقية السرطانية على اليود لنموها، وبالتالي فإنها تمتص اليود المشع، مما يؤدي إلى تدميرها.

•   العلاج الهرموني (Thyroid Hormone Therapy): 

بعد استئصال الغدة الدرقية، يحتاج المريض إلى تناول هرمون الغدة الدرقية (ليفوتيروكسين) مدى الحياة لتعويض الهرمونات التي كانت تنتجها الغدة الدرقية.  بالإضافة إلى ذلك، يساعد العلاج الهرموني في تثبيط إفراز الهرمون المنبه للدرقية (TSH)، الذي يمكن أن يحفز نمو أي خلايا سرطانية درقية متبقية.

•   العلاج الإشعاعي الخارجي (External Beam Radiation Therapy): 

يتم استخدامه في بعض الحالات، مثل عندما لا يمكن إزالة السرطان جراحياً بالكامل، أو إذا كان هناك خطر كبير من عودته، أو في حالات السرطان المتقدم الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

•   العلاج الدوائي الموجه (Targeted Therapy): 

يستخدم في حالات نادرة عندما لا يستجيب السرطان للعلاجات الأخرى.

تستهدف هذه الأدوية التغيرات الجينية أو البروتينات المحددة التي تساعد الخلايا السرطانية على النمو والانتشار.

كم مدة العزل بعد اليود المشع؟

بعد تلقي علاج اليود المشع، قد يُطلب منك البقاء في العزل لفترة معينة.  كم مدة العزل بعد اليود المشع؟

تختلف مدة العزل من مريض لآخر وتعتمد على جرعة اليود المشع التي تم تلقيها، وعلى البروتوكولات المتبعة في المستشفى أو المركز الطبي.  عادةً ما تتراوح مدة العزل بين بضعة أيام (يومين إلى خمسة أيام) في معظم الحالات.

خلال فترة العزل، يتم اتخاذ احتياطات لتقليل تعرض الآخرين للإشعاع.  قد يشمل ذلك الإقامة في غرفة خاصة في المستشفى أو المنزل، واستخدام حمام منفصل، وتجنب الاتصال الوثيق بالآخرين، خاصة النساء الحوامل والأطفال الصغار.

سيقدم لك فريق الرعاية الصحية تعليمات مفصلة حول كيفية التعامل مع فترة العزل وتقليل التعرض للإشعاع.

ما هي نسبة الشفاء من سرطان الغدة الدرقية الحليمي؟

من أهم الأسئلة التي تدور في ذهن أي شخص تم تشخيصه بالسرطان: ما هي نسبة الشفاء ؟  لحسن الحظ، تعتبر نسبة الشفاء ممتازة.  بشكل عام، تتجاوز نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة ٥ سنوات بعد التشخيص ٩٨٪ للمراحل المبكرة، وحتى في المراحل المتقدمة، تظل نسبة الشفاء جيدة جداً مقارنة بأنواع السرطان الأخرى.

يعتبر سرطان الغدة الدرقية الحليمي من أنواع السرطان التي تستجيب بشكل جيد للعلاج، وخاصة الاستئصال الجراحي واليود المشع.  مع المتابعة المنتظمة والرعاية المناسبة، يتمتع معظم المرضى الذين تم تشخيصهم بتوقعات حياة طبيعية وطويلة الأمد.

هل يعود سرطان الغدة الدرقية الحليمي بعد استئصالها؟

على الرغم من ارتفاع نسبة الشفاء، قد يتساءل البعض هل يعود سرطان الغدة الدرقية الحليمي بعد استئصالها؟  نعم، هناك احتمال للنكس بعد العلاج، على الرغم من أن هذا الاحتمال منخفض نسبياً، خاصة في المراحل المبكرة.  يمكن أن يعود السرطان في منطقة الغدة الدرقية نفسها (الارتجاع المحلي)، أو في الغدد الليمفاوية في الرقبة (الارتجاع الإقليمي)، أو في أجزاء أخرى من الجسم (الارتجاع البعيد).

لتقليل خطر عودة السرطان، من الضروري الالتزام بخطة العلاج الموصى بها، بما في ذلك اليود المشع إذا كان موصى به، وتناول العلاج الهرموني بانتظام.  الأهم من ذلك، المتابعة المنتظمة مع طبيب الغدد الصماء أو الأورام بعد العلاج ضرورية للكشف المبكر عن أي علامات لعودة السرطان ومعالجتها في أقرب وقت ممكن.

تشمل المتابعة عادةً فحوصات جسدية منتظمة، واختبارات الدم لقياس مستوى هرمون الغدة الدرقية والثيروجلوبولين (علامة ورمية لسرطان الغدة الدرقية)، وقد تشمل أيضاً فحوصات التصوير بالموجات فوق الصوتية للرقبة.

الوفاة بسبب سرطان الغدة الدرقية

لحسن الحظ، الوفاة بسبب سرطان الغدة الدرقية الحليمي نادرة جداً، خاصة عند مقارنته بأنواع السرطان الأخرى.  في معظم الحالات، يمكن علاج السرطان الحليمي بنجاح، ويتمتع المرضى بتوقعات حياة ممتازة، ونادراً ما يكون سبباً مباشراً للوفاة.

احدث الوفاة في حالات قليلة جداً، مثل عندما يكون السرطان من النوع العدواني (مثل النوع طويل الخلايا أو العمودي)، أو عندما يتم تشخيصه في مرحلة متقدمة جداً، أو عندما لا يستجيب للعلاجات التقليدية.  ومع ذلك، حتى في هذه الحالات النادرة، فإن العلاجات الحديثة والبحث المستمر يوفران أملاً متزايداً للمرضى.

أحدث الدراسات والأبحاث حول سرطان الغدة الدرقية الحليمي

يشهد مجال أبحاث السرطانات تطورات مستمرة.  تتضمن أحدث الدراسات والأبحاث التركيز على:

•   تحسين طرق التشخيص المبكر: 

البحث عن علامات حيوية جديدة أو تقنيات تصوير أكثر حساسية للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة جداً.

•   تطوير علاجات موجهة أكثر فعالية: 

التركيز على فهم التغيرات الجينية والجزيئية التي تدفع نمو الورم؛ لتطوير أدوية تستهدف هذه التغيرات بشكل خاص، مما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من فعالية العلاج.

•   تحسين إدارة حالات الارتجاع والسرطان المتقدم: 

البحث عن استراتيجيات علاجية جديدة لحالات السرطان التي تعود بعد العلاج الأولي أو التي تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك العلاجات المناعية والعلاجات الدوائية الموجهة الجديدة.

•   فهم العوامل الوراثية والبيئية: 

دراسة العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمي، مثل التاريخ العائلي، والتعرض للإشعاع، والعوامل البيئية الأخرى، بهدف تطوير استراتيجيات وقائية.

إن التقدم المستمر في البحث العلمي يبشر بمستقبل أكثر إشراقاً لمرضى سرطان الغدة الدرقية الحليمي، مع تحسين فرص التشخيص المبكر، والعلاج الأكثر فعالية، ونوعية حياة أفضل.

أسئلة شائعة حول سرطان الغدة الدرقية الحليمي

س: ما هي أعراض سرطان الغدة الدرقية الحليمي؟

ج: في المراحل المبكرة، غالباً لا يسبب السرطان الحليمي أي أعراض.  مع تقدم السرطان، قد يظهر تورم أو كتلة في الرقبة، بحة في الصوت، صعوبة في البلع، أو ألم في الرقبة.

س: هل يمكن الوقاية من سرطان الغدة الدرقية الحليمي؟

ج: لا توجد طرق مؤكدة للوقاية. ومع ذلك، تجنب التعرض للإشعاع غير الضروري، والحفاظ على نظام غذائي صحي، وإجراء فحوصات دورية للغدة الدرقية إذا كنت معرضاً لخطر متزايد قد يساعد في الكشف المبكر.

س: ما هو تأثير سرطان الغدة الدرقية الحليمي على الحياة اليومية؟

ج: بعد العلاج، يعود معظم المرضى إلى حياتهم الطبيعية.  قد يحتاجون إلى تناول هرمون الغدة الدرقية مدى الحياة، ولكن مع المتابعة المنتظمة، يمكنهم العيش حياة صحية ونشطة.

س: هل سرطان الغدة الدرقية الحليمي وراثي؟

ج: معظم الحالات ليست وراثية.  ومع ذلك، هناك بعض المتلازمات الوراثية النادرة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، لذا إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، تحدث مع طبيبك حول تقييم المخاطر.

ختاماً: سرطان الغدة الدرقية الحليمي هو النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الغدة الدرقية، ولكنه أيضاً من أكثر أنواع السرطان قابلية للعلاج.

مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يتمتع معظم المرضى بتوقعات حياة ممتازة.

إذا كنت قلقاً بشأن صحة الغدة الدرقية أو لاحظت أي أعراض، فلا تتردد في استشارة الطبيب للحصول على التقييم والرعاية اللازمة.

انظر ٧ حقائق عن طي المعدة بالمنظار Endoscopic Sleeve Gastroplasty

المصادر :

1.  American Thyroid Association – Papillary Thyroid Cancer

2.  Mayo Clinic – Papillary thyroid carcinoma
3.  National Cancer Institute – Papillary Thyroid Cancer Treatment

4.  UpToDate – Papillary thyroid cancer: Clinical features and diagnosis

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *