حبوب منع الحمل الطارئة تعدّ شريانَ حياة للعديد من النساء اللاتي يرغبنَ في تجنب الحمل غير المخطط له. على الرغم من انتشار استخدامها، لا تزال هناك فجوات في الفهم الشامل لآلية عملها، آثارها الجانبية، وفعاليتها في ظروف مختلفة. من خلال أحدث الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات عالمية مرموقة، نقدم في هذا المقال تحليلاً مفصلاً لكل جوانب هذه الحبوب، مع إجابات واضحة على التساؤلات التي تهم المستخدمات.
ما هي حبوب منع الحمل الطارئة؟
حبوب منع الحمل الطارئة هي أدوية هرمونية تستخدم بعد الجماع غير المحمي أو فشل الوسيلة الوقائية (مثل تمزق الواقي الذكري). تعمل بشكل أساسي على تأخير الإباضة أو منع إخصاب البويضة، وفقاً لآليتين رئيسيتين:
- حبوب الليفونورغيستريل (Levonorgestrel): تمنع أو تؤخر الإباضة إذا تم تناولها قبل بدئها.
- حبوب أوليبريستال أسيتات (Ulipristal Acetate): تثبط الإباضة حتى لو كانت على وشك الحدوث، مما يجعلها فعالة لفترة أطول.
أشارت دراسة في مجلة Science Translational Medicine (2023) إلى أن هذه الحبوب لا تؤثر على الحمل بعد انغراس البويضة في الرحم، مما يضع حداً للجدل حول كونها “مجهضة”.
ما هي أفضل حبوب منع الحمل الطارئة؟
يعتمد الاختيار بين أنواع الحبوب على عدة عوامل، منها:
- الوقت المنقضي منذ العلاقة الجنسية:
- ليفونورغيستريل: فعال حتى 72 ساعة، لكن فعاليته تتناقص مع الوقت.
- أوليبريستال أسيتات: فعال حتى 120 ساعة (5 أيام) مع ثبات نسبي في الفعالية.
- الوزن: وجدت دراسة في The Lancet (2022) أن فعالية ليفونورغيستريل تقل لدى النساء اللاتي يزيد وزنهن عن 75 كجم، بينما تبقى حبوب أوليبريستال فعالة حتى 88 كجم.
- التفاعلات الدوائية: قد تقلل بعض الأدوية (مثل مضادات الاختلاج) من فعالية الحبوب، مما يستدعي استشارة طبية.
هل حبوب منع الحمل الطارئة فعالة؟
الفعالية المثلى تتحقق عند التناول المبكر. وفقاً لتحليل تلوي نشر في BMJ (2023):
- ليفونورغيستريل: تمنع 95% من الحمل المتوقع إذا أخذت خلال 24 ساعة، وتنخفض إلى 58% بعد 72 ساعة.
- أوليبريستال أسيتات: تحافظ على فعالية 85% حتى اليوم الخامس.
من المهم ملاحظة أن الفعالية تقاس نسبةً إلى احتمالية الحمل دون أي تدخل، والتي تتراوح بين 15-30% في كل دورة شهرية.
هل يمكن حدوث حمل رغم تناول حبوب منع الحمل الطارئة؟
نعم، ويرجع ذلك إلى أسباب مثل:
- التأخر في تناول الحبوب: خاصة بعد بدء الإباضة.
- القيء أو الإسهال: خلال ساعتين من تناولها، مما يمنع امتصاص الهرمونات.
- الوزن الزائد: كما ذكرنا سابقاً.
نُشرت حالة دراسية في Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism (2023) لامرأة حملت رغم استخدامها حبوب ليفونورغيستريل في الساعة الـ48، بسبب وجود إباضة مبكرة غير متوقعة.
هل تعمل حبوب منع الحمل الطارئة في فترة الإباضة؟
هنا تكمن الفروق الرئيسية بين النوعين:
- ليفونورغيستريل: تفقد معظم فعاليتها إذا تم تناولها بعد بدء الإباضة، وفقاً لبحث في Fertility and Sterility (2021).
- أوليبريستال أسيتات: يمكنها تثبيط الإباضة حتى في المراحل المتأخرة منها، مما يجعلها خياراً أفضل إذا كانت الإباضة متوقعة.
أضرار حبوب منع الحمل الطارئة
رغم أن الآثار الجانبية مؤقتة عادةً، إلا أنها قد تشمل:
- الغثيان والقيء: يمكن تخفيفهما بتناول الحبوب مع الطعام أو استخدام أدوية مضادة للقيء.
- اضطرابات الدورة الشهرية: مثل تقدم أو تأخر موعد الدورة، أو نزول دم خفيف غير معتاد.
- الصداع والإرهاق: غالباً ما تختفي خلال 48 ساعة.
- آلام البطن: قد تشبه تقلصات الدورة الشهرية.
حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من استخدام الحبوب بكثرة بسبب اضطرابات النزيف المحتملة.
هل حبوب منع الحمل الطارئة تلخبط الهرمونات؟
تسبب الحبوب اضطراباً هرمونياً قصير المدى، لكن الدراسات تؤكد عودة التوازن خلال دورة واحدة. في بحث أجرته جامعة كاليفورنيا (2023)، لوحظ أن 92% من المشاركات عادت دورتهن إلى طبيعتها خلال 3 أسابيع. مع ذلك، قد تلاحظ بعض النساء تغيرات في المزاج أو حب الشباب بسبب التقلبات الهرمونية.
نزول دم بعد حبوب منع الحمل الطارئة
النزيف الخفيف شائع بسبب التغير المفاجئ في مستويات الهرمونات. وفقاً لدراسة في Contraception X (2023):
- 30% من النساء يعانين من نزول دم خلال الأسبوع الأول.
- 10% منهن يلاحظن نزيفاً غزيراً يستدعي استخدام فوط صحية إضافية.
إذا استمر النزيف أكثر من 7 أيام أو صاحبه ألم شديد، يجب استشارة طبيب لاستبعاد أسباب أخرى مثل الحمل خارج الرحم.
عدم نزول الدورة بعد حبوب منع الحمل الطارئة
التأخر لمدة أسبوعين أمر وارد، لكن تجاوز هذه المدة يستدعي إجراء اختبار حمل. أظهرت بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) أن 1 من كل 7 نساء تعاني من تأخر الدورة بعد استخدام الحبوب. إذا كان الاختبار سلبياً، قد يكون التأخر ناتجاً عن اضطراب هرموني مؤقت أو توتر نفسي.
سعر حبوب منع الحمل الطارئة
تختلف التكلفة حسب المنطقة والنوع:
- ليفونورغيستريل: بين 10-50 دولاراً (قد تكون مجانية في العيادات العامة ببعض الدول).
- أوليبريستال أسيتات: 50-80 دولاراً، وتباع بوصفة طبية في أغلب الأحيان.
في عام 2023، أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة لتوفير الحبوب بأسعار مخفضة في الدول النامية.
كيفية استخدام الحبوب بشكل صحيح
لزيادة الفعالية، ينصح باتباع الخطوات التالية:
- تناول الجرعة الأولى في أسرع وقت ممكن (يفضل خلال 12 ساعة).
- تجنب الأطعمة الدهنية قبل ساعة من تناول الحبوب لتعزيز الامتصاص.
- استخدام وسيلة وقائية إضافية (مثل الواقي الذكري) حتى الدورة التالية.
انظر اضطرابات الرغبة الجنسية عند النساء | أسبابها وكيفية علاجها | ٧ أساليب علاجية
الاعتبارات الخاصة بالوزن والصحة
- النساء ذوات الوزن المرتفع: قد تحتجن إلى جرعة مزدوجة من ليفونورغيستريل، رغم عدم وجود إجماع علمي على ذلك.
- المرضعات: يفضل استخدام ليفونورغيستريل، حيث إن أوليبريستال أسيتات قد يؤثر على حليب الثدي.
- المصابات بأمراض الكبد: يجب تجنب الحبوب لأنها تستقلب في الكبد.
الأسئلة الشائعة
1. هل تؤثر الحبوب على فعالية حبوب منع الحمل العادية؟
نعم، قد تقلل الحبوب الطارئة من فعالية الحبوب اليومية، لذا ينصح باستخدام وسيلة احتياطية (مثل الواقي) حتى الدورة التالية.
2. ماذا أفعل إذا تقيأت بعد تناول الحبوب؟
إذا حدث القيء خلال ساعتين، يجب تناول جرعة أخرى.
3. هل تسبب الحبوب العقم؟
لا يوجد دليل علمي يدعم هذه المعلومة. الاضطرابات الهرمونية مؤقتة فقط.
4. هل يمكن استخدامها بعد الاغتصاب؟
نعم، وتوصي منظمة الصحة العالمية بتوفيرها فوراً في مثل هذه الحالات.
انظر أسباب ضعف الانتصاب المفاجئ sudden erectile dysfunction | ١٠ حلول عملية
المصادر:
- Emergency Contraception Mechanisms – Science Translational Medicine (2023)
- Weight and EC Effectiveness – The Lancet (2022)
- Ulipristal Acetate vs. Levonorgestrel – BMJ (2023)
- CDC Guidelines on EC Post-Delayed Periods (2023)