المغص عند حديثي الولادة من أكثر المشكلات التي تؤرق الآباء والأمهات، خاصة في الأشهر الأولى من حياة الطفل. يعاني الرضيع من نوبات بكاء متواصلة قد تستمر لساعات، مما يسبب القلق والتوتر للعائلة بأكملها. ولكن، كيف أعالج المغص عند حديثي الولادة وما هي أفضل الطرق؟ وما الذي يمكن فعله لتخفيف الألم وتهدئة الطفل؟ في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاج معرفته عن مغص الرضع، بدءاً من الأعراض وصولاً إلى العلاجات الفعالة، معتمدين على أحدث الدراسات العلمية.
كيف أعرف أن الطفل حديث الولادة عنده مغص؟
مغص الرضع يتميز بنوبات بكاء شديدة ومستمرة، غالباً ما تحدث في فترة المساء أو الليل. قد يصاحب البكاء علامات مثل احمرار الوجه، تقوس الظهر، وشد الساقين نحو البطن. وفقاً لدراسة نشرت في مجلة “Pediatrics”، يعتبر المغص تشخيصاً محتملا إذا استمر البكاء لأكثر من ثلاث ساعات يومياً، ولمدة ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع، ولمدة ثلاثة أسابيع.
هل حليب الأم يسبب المغص للرضيع؟
لا يُعتبر حليب الأم سبباً مباشراً للمغص، ولكن بعض الأطعمة التي تتناولها الأم قد تؤثر على الرضيع. وفقا لبحث نشر في “Journal of Human Lactation”، فإن الأطعمة مثل منتجات الألبان والكافيين والأطعمة الحارة قد تزيد من حدة المغص عند الرضع. لذلك، تُنصح الأمهات بمراقبة نظامهن الغذائي واستشارة الطبيب إذا لاحظن زيادة في أعراض المغص.
متى يختفي المغص عند الرضع؟
عادة ما يبدأ المغص في الظهور عند بلوغ الرضيع الأسبوع الثاني من العمر، ويصل إلى ذروته في الشهر الثاني، ثم يبدأ في الاختفاء تدريجياً بحلول الشهر الثالث أو الرابع. تشير دراسة في “Journal of Pediatric Gastroenterology and Nutrition” إلى أن نضوج الجهاز الهضمي للرضيع يلعب دوراً رئيسياً في اختفاء المغص.
مغص الرضع بالليل
يعاني العديد من الرضع من نوبات مغص شديدة خلال الليل، مما يؤثر على نومهم ونوم الوالدين. يُعتقد أن هذا يرجع إلى تراكم الغازات في الجهاز الهضمي خلال اليوم. لتخفيف المغص الليلي، يمكن تجربة تدليك بطن الرضيع بلطف أو استخدام وضعيات حمل تساعد على طرد الغازات.
كيف يتم طرد الغازات من بطن الرضيع؟
هناك عدة طرق لمساعدة الرضيع على طرد الغازات، منها:
- التدليك اللطيف: تدليك بطن الرضيع بحركات دائرية باتجاه عقارب الساعة.
- وضعية الدراجة: تحريك ساقي الرضيع بحركة تشبه ركوب الدراجة.
- الزجاجة المناسبة: التأكد من أن زجاجة الرضاعة تمنع دخول الهواء الزائد.
علاج مغص الرضع بالأعشاب
تستخدم العديد من الأمهات الأعشاب لتخفيف مغص الرضع، مثل اليانسون والبابونج. وفقاً لدراسة في “Journal of Ethnopharmacology”، فإن اليانسون يحتوي على خصائص مضادة للتشنج تساعد على استرخاء عضلات الجهاز الهضمي. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء أي أعشاب للرضيع.
هل اليانسون يخفف المغص عند الرضع؟
اليانسون من الأعشاب الشائعة في علاج المغص، ولكن يجب استخدامه بحذر. تشير دراسة في “Pediatric Research” إلى أن اليانسون قد يكون فعالاً في تخفيف المغص، ولكن الإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل النعاس أو اضطرابات في الجهاز الهضمي.
كيف أعالج المغص عند حديثي الولادة بالأدوية، وما هو أفضل دواء مغص للرضع؟
يوصف دواء “سيميثيكون” (Simethicone) بشكل شائع لتخفيف مغص الرضع، حيث يعمل على تكسير فقاعات الغاز في المعدة. ومع ذلك، تشير دراسة في “Cochrane Database of Systematic Reviews” إلى أن فعالية هذا الدواء محدودة، وقد لا يكون مناسباً لجميع الرضع.
أضرار دواء المغص للرضع
على الرغم من أن أدوية المغص تعتبر آمنة بشكل عام، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل الإسهال أو القيء. لذلك، يُفضل دائماً استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء للرضيع.
نصائح عامة لتخفيف مغص الرضع
- الهدوء والصبر: حاولي البقاء هادئة، فالقلق ينتقل إلى الرضيع.
- التجشؤ: تأكدي من تجشؤ الرضيع بعد كل رضعة.
- الاستحمام الدافئ: قد يساعد الماء الدافئ على تهدئة الرضيع.
الأسئلة الشائعة
١- متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا استمر البكاء لأكثر من ثلاث ساعات يومياً، أو إذا لاحظت أعراضاً أخرى مثل الحمى أو القيء، يجب استشارة الطبيب فورًا.
٢- هل يمكن أن يكون المغص علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
في معظم الحالات، المغص ليس علامة على مشكلة صحية خطيرة، ولكن إذا كان البكاء مصحوباً بأعراض أخرى، يجب استشارة الطبيب.
انظر أيضاً ما هي التطعيمات الاجبارية للأطفال | Vaccinations | عشرة حقائق علمية